المقاس: 17×24
عدد الصفحات: 360
الغلاف: غلاف سلوفان
هذا الكتاب: ليس يخفى أن الفصل بين العلوم الشرعية، واستقلال بعضها عن بعض؛ إنما اقتضته الحاجة البيانية، والضرورة العلمية، والتعليمية، غير أن هذه الفنون ظلت في الآن نفسه ينظمها منهج نسقي متكامل في التنظير والممارسة.
وقد أتى على الأمة حين من الدهر انتقلت فيه العلوم الشرعية من الفصل إلى الانفصال، ومن التكامل إلى التباعد، وصار التكوين العلمي يقوم على النظر التجزيئي للعلوم الشرعية نتيجة تشعبها، وتأثرها بتغيرات الواقع المعاصر؛ الموسوم بــــــ"عصر التخصصات"، وهو ما أدى إلى ضمور الملكات الفقهية والأصولية.
ومن ثم تعالت الدعوات في العصور المـتأخرة لإحياء الدرسين "الأصولي" و"الفقهي" وتجديدهما؛ قصد تنمية الملكات، والتفاعل مع المتغيرات المتسارعة في الحياة؛ وذلك ما أثمر تعددا في الرؤى والمداخل الرامية إلى تحقيق التجديد المنشود.
لأجل ذلك اعتنت هذه الدراسة بالتأصيل للمداخل النظرية والإجراءات العملية لتجويد منهاج الدرس الأصولي والفقهي في التعليم الجامعي، والكفيلة بتجاوز بعض الاختلالات التي تؤثر في تنمية ملكاتهما؛ تفاعلا مع إشكال البحث الذي يتساءل عن كيفية تجاوز النظرة التجزيئية للدرس الأصولي والفقهي؛ بغية تحقيق التكامل بينهما، وتنمية ملكاتهما لدى الطلبة المتفقهين؟
منهاج تدريس الفقه وأصوله في التعليم الجامعي