هذا الكتاب: أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة قُدمت لجامعة أم القرى في مكة المكرمة، ثم توسعت المؤلفة فأضافت إليه بعض الأمثلة والشروحات حتى يقرب من الأذهان. وقد بنته على فرضية إسهام أصول الفقه والمباحث الأصولية، ومعايير الاستدلال فيه، في التأسيس لتفكير استدلالي، وضبط منهج استدلالي يفوق المناهج الغربية المُحتفى بها. وقد عملت المؤلفة من أجل التحقُّق من هذه الفرضية على ثلاثة مستويات: مستوى عام في النظر في ملامح المنهجية، واختلافها عن مثيلتها في الغرب. ومستوى أخص بالنظر في منهجية تناول المسائل، واستخراج محل، ومقدمات، ومعايير الاستدلال فيها. ومستوى يخدم الناحية الأساسية في موضوع هذا البحث، وهو خلاصة تُبيّن أثر المسائل العام على التفكير الاستدلالي، الذي تتوافق عليه كل العقول السليمة، عالمهم وجاهلهم، مؤمنهم وكافرهم، وليس الخاص بالعقل الأصولي.
وصفها د محمود حامد عثمان، أستاذ أصول الفقه في جامعة الأزهر الشريف، وأم القرى بمكة المكرمة، بقوله: "تُعدّ دراسة الدكتورة الفاضلة نقلة نوعية في الكتابات الأصولية، من حيث: الأسلوب، وطريقة العرض، والاستنتاج، والمنهج المتبع في معالجة فكرة البحث، الذي أثبتت من خلاله أن علم أصول الفقه: منهج للنظر، قائم على الحجة والدليل، ذو وظيفة منهجية، له قدرة على ضبط جميع العلوم الشرعية، من خلال وظيفته التفكيرية الاستدلالية، يرتقي بالتفكير الإنساني، ويضبط النظر، ويقي من الزلل، ومن الانخداع بالمغالطات، فيه كفاية وغنية عن أي مناهج أخرى يدعو إليها البعض".
لذلك صلُح هذا الكتاب لمخاطبة القارئ المتخصص وغير المتخصص، فإنه إن أفاد المتخصص في تفاصيل المسائل، فسيفيد غير المتخصص في فهم منهجية الاستدلال الأصولية التي استنبط منها علماؤنا الأجلاء الأحكام الشرعية من النصوص، فالنص لا يُدلي وحده بدلالته دون الاستعانة بأدوات فهمه ومعالجته، وهي الأدوات اللغوية والتصوّر، ممثلان بمعيار اللغة ومعيار العقل، وهو فهمٌ لطالما غفل عنه كثيرون.
أثر أصول الفقه على التفكير الاستدلالي
لديك سؤال؟ اتصل بنا أو املأ نموذج الاتصال. يسعدنا أن نسمع منك
© Copyright 2025 Dar AlKalema.