المقاس: 17×24
عدد الصفحات: 655
الغلاف: غلاف سلوفان
هذا الكتاب: إن دراسة الكليات الفقهية بجمع قواعد المسائل وكُليَّاتها وضبطها وتجليتها سبيل إلى دراسة الفقه بنظرة كُليَّة شاملة بِغَضِّ النظر عن الجزئيات التي لا تنتهي؛ خاصة وأن دراسة الفقه بنظرة تجزيئية لا تمكِّن الفقيه من الإحاطة بمسائل الفقه وحصرها، فهي أكثر من أن يحيط بها فقيه، أو يحصيها عالم.
كما أن التمكن من الإحاطة بهذه الكليات وسبر أغوارها يجعلك فقيها حاذقا، ضابطا لأصول مذهبك، وقادرا على القياس والتخريج في النوازل المعاصرة؛ لأنها قابلة للتمديد واستيعاب النوازل الحادثة باعتبارها أصلا لما سواها، خلافا لجزئيات الفقه التي لا تعدو أن تخرج فقيهاً حافظاً للمسائل، ولا تخرج فقيهاً مجتهداً قادراً على القياس والتخريج.
ومعرفة هذه الكُلِّـيَّات تجنب الفقيه التناقض في الفروع الفقهية، والخلط بين المتشابه، فهي تضبط له الفقه على نسق واحد، وتميز بين فروعه ومسائله، مع كونها تساعد على معرفة مدارك الفقه وحقائقه، وتعليلاته الخفية وجوامعه، مما ينمي عند الدارس لها الملكة الفقهية، والنفس الفقهي السليم المنضبط.
فلكل ما سبق عني هذا البحث بجمع ودراسة الكليات الفقهية عند الإمام مالك من خلال المدونة الكبرى وهو موضوع لم يزل روضا أنفا؛ فعلى الرغم من الاهتمام بجمع الكليات الفقهية في المذهب المالكي، لم أجد من خص كليات الإمام مالك الواردة بذا الكتاب بالجمع والدراسة.
وقد قصدت به الإسهام في إحياء تراث الأمة المجيد وماضيها التليد، بجمع كليات الإمام مالك الفقهية، وبيان مدى حضورها في فتاويه واجتهاداته، وكذا إبراز أصول هذه الكليات ومستمداتها الشرعية التي بنيت عليها؛ للوصول إلى جواب مقنع عن السؤالين التاليين:
• أولا: ما مدى اهتمام الإمام مالك بهذه الكليات والاعتماد عليها في فتاويه وأجوبته الفقهية؟
• ثانيا: ما هي الأدلة الشرعية والأصول المرعية التي بنيت عليها كليات الإمام مالك الفقهية؟
الكليات الفقهية عند الامام مالك من خلال المدونة الكبري